عين اليوم – نادية الفواز التكنولوجيا الحديثة ووسائل الإعلام والتواصل الجديدة هزمت دبابات الانقلاب والقوة العسكرية؛ حقيقة كشفتها أحداث الانقلاب الفاشل في تركيا، وتحديدًا تركيا وشعبها وأردوغان مدينون لتطبيق “فايس تايم”؛ الذي أطلّ من خلاله الرئيس التركي على قناة “سي. إن. إن. تورك” الخاصّة، بعد سيطرة الانقلابيين على قناة TRT الرسمية التركية، وإجبارهم مذيعة على تلاوة بيان الانقلاب، ودعا أردوغان، الشعب للنزول إلى الشارع خلال المقابلة، مما أدّى لاحقًا إلى فشل الانقلاب، وأكد أهميّة وقوّة مواقع التواصل الاجتماعي والهواتف الذكيّة في عالمنا اليوم. * تجربة رائدة للاستخدام الإيجابي للتقنية قال وكيل كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور محمد الصبيحي: إن تطور أدوات الإعلام واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تحقق نتائج إيجابية وتساهم في وحدة المجتمع وهذا ما شهدنا في أحداث تركيا من الدور الكبير لهذه الوسائل التي حاول الانقلابيون السيطرة عليها إلا أن المحاولة فشلت، وتابع لـ”عين اليوم”: في الوقت الذي تعرضت وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي إلى هجمة وتهم بأنها مضرة بالمجتمع وجدنا في هذه التجربة الفريدة رؤية جديدة للإعلام ولهذه الوسائل والتقنيات التي قدمت تجربة رائدة للاستخدام الإيجابي للتقنية في تشكيل الوعي الجماهيري الناضج الذي عكس عقلية الجمهور وإدراكه لأولوياته في المجتمع ولتقاسم الأدوار، واعتبر وكيل كلية الإعلام والاتصال في جامعة الإمام محمد بن سعود الإعلام الوسيط الأقوى والسبيل الذي استطاع أن يبدد أفعال الانقلابيين في تركيا ويفتتها ويجعل أفراد المجتمع في حالة وعي وتماسك وحرص على الوطن وعلى مؤسساته الاجتماعية، وضرب الشعب التركي أروع الأمثلة في تجاوبه مع نداء من الرئيس المنتخب رجب أردوغان في وقوفه صفًا واحدًا لعدم النيل من تركيا وسيادتها مما ساهم في حصر الانقلابيين. * دور الإعلام في إفشال الانقلاب وأضاف الصبيحي: استطاع أردوغان أن يوظف الاستخدام التقني الذكي عند توفر المناخ المناسب في أوقات الأزمات والتحكم في ردود الأفعال في الأزمة بما يشير إلى صدق النوايا وأسلوب فريد في التفكير، إضافة إلى الإنجازات والإيجابية التي تعكس الولاء والانتماء؛ جميع هذه العوامل تناغمت لتحقق هذه المعادلة الوطنية العالية من تضافر الإعلام والشرعية الديمقراطية لرئيس منتخب وحجم الولاء والانتماء وما تسلح به الشعب من إرادة جعلت البعض ينام تحت الدبابات ليمنع تقدمها وبذلك يكون الإعلام وسيطًا قويًا وإيجابيًا في إفشال الانقلاب وتحقيق وحدة المجتمع وتكوين رأي عام ناجح تجاه القضايا الملحّة والتواصل الفعال مع المجتمع. * الفيس تايم قلب المعادلة وقال الخبير الإستراتيجي والمحلل السياسي الدكتور محمد الفايدي: التقنيات الحديثة وبرنامج الفيس تايم كانت لها الدور الأكبر في وحدة الصف وقلب المعادلة في إشكالية الانقلاب في تركيا، والإعلام من العوامل المهمة جدًا التي يبحث المهتمون السيطرة على المجتمع بالعمل على الاستحواذ أو التشويش عليها نظرًا لأهميتها في تشكيل الرأي العام الذي يفوق في قوته القوى العسكرية، وأضاف الفايدي: الجانب المشرق من التقنيات الحديثة ظهر في هذه الرسالة التي قدمها أردوغان وحقن دماء شعبه من حمامات الدماء، مؤكدًا على الأثر الإيجابي للتقنيات الحديثة والتي شهدناها في العديد من الدول ومنها اليمن في تصدي الشباب اليمني لادعاءات الحوثيين وفضح ممارساتهم وانتهاكاتهم في حملة قوية مضادة، والإعلام يعتبر من العوامل المؤثرة في العمق الإستراتيجي. * أحد تطبيقات آبل من جهته، عرّف خبير أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية محمد السريعي برنامج فيس تايم بأنه أحد تطبيقات آبل لتقنية الاتصال بالفيديو والصوت من شخص لشخص، ويدعم التطبيق الأجهزة الهاتفية والتابلت بنظام الـ(iOS) وأنظمة الماكنتوش الخاصة بـ”آبل”، وأضاف السريعي: لجأ الرئيس التركي أردوغان لاستخدم تطبيق فيس تايم من أجل التواصل مع شبكة التليفزيون الخاصة بعد الحظر المواقع والشبكات التواصل الاجتماعي مثل: فيس بوك وتويتر ويوتيوب، واستيلاء الانقلابيين على التلفزيون الرسمي. وفقًا لمراسل صحيفة نيويورك تايمز “Ceylan Yeginsu”، فهذه الخطوة لها مدلول قوي على سيطرة التكنولوجيا الحديثة على الأحداث الرئيسية، ففي الوقت الذي سيطر فيه الجيش على مبنى التلفزيون والوكالة الرسمية تمكن أردوغان من استغلال التكنولوجيا التي توجد داخل هاتفه الذكي من أجل توضيح موقفه. * أسباب لجوء أردوغان للفيس تايم كان قرار أردوغان الاعتماد على فيس تايم لعدة أسباب منها: خدمة تطبيق فيس تايم مجانية مشفرة لعمل اتصال بين مستخدمي الأجهزة الذكية أو اللوحية من منتجات شركة آبل، ويتيح خاصية المكالمات الصوتية والفيديو عالية الوضوح (HD)، ويعمل التطبيق عن طريق أرقام الهواتف أو عنوان البريد الإلكتروني المسجل، ويسمح بإجراء المكالمات الصوتية أو الفيديو من خلال الاتصال خلال الشبكات اللاسلكية أو استخدام شبكة الجيل الثالث 3G.