تناولت هذه المشاركة التغيرات الجوهرية التي طرأت على البيئة الإعلامية في عصر الرقمنة، وكيفية إعادة بناء الهوية الإعلامية في ظل هذه التطورات من منطلق أن الهوية بمفهومها العام تعني مجموع الخصائص والصفات والقيم والمبادئ التي تتسم بها الكيانات والمنظمات والمجتمعات والأشخاص وتعكس مصادر المعرفة التي شكلت هذه الكيانات ورسمت معالمها، ومن أهم مصادر المعرفة التي تلقي بظلالها على الهوية وتسهم في بنائها وحمايتها الدين والثقافة والعادات والتقاليد والأعراف والحضارة الإنسانية، وفي المجال الإعلامي تمثل مهنة الإعلام نظاماً معيارياً أفرزته الممارسة القائمة على النموذج والمحاكاة وقد شهدت البيئة الإعلامية عدة تغيرات نتيجة للتطورات التقنية لعناصرها، من أبرزها: هدم الحدود التقليدية بين المصدر والوسيلة والجمهور، إعادة ترتيب مكونات العملية الاتصالية، تغيير بنية المادة الإعلامية، ظهور الإعلام التشاركي، التواؤم الرقمي، لذلك تتطلب إعادة بناء الهوية الإعلامية في البيئة الرقمية فهمًا عميقًا للتغيرات الجوهرية التي طرأت على المهنة، ورؤية شاملة تأخذ بعين الاعتبار مختلف العوامل المؤثرة. نُشرت هذه المشاركة في المجلة العربية، العدد (574) الصادر بتاريخ يوليو 2024م.